المسارعة إلى التنفيذ
موقف النساء المسلمات الأول مما حرم الله عليهن من تبرج الجاهلية، وما أوجب عليهن من الاحتشام والتستر "موقف عظيم، تتجلى فيه قوة إيمانهن، وسرعة تنفيذهن لما أمرهن الله به".
فقد كانت المرأة في الجاهلية تمر كاشفة صدرها، لا يواريه شئ، وكثيراً ما أظهرت عنقها وذوائب شعرها، وأقراط أذنيها، فحرم الله على المؤمنات تبرج الجاهلية الأولى، وأمرهن أن يتميزن عن نساء الجاهلية، ويخالفن شعارهن ويلزمن الستر والأدب في هيئاتهن وأحوالهن، بأن يضربن بخمرهن على جيوبهن.
وهنا تروي لنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف استقبل نساء المهاجرين والأنصار في المجتمع الإسلامي الأول هذا التشريع الإلهي، الذي يتعلق بتغير شيء مهم في حياة النساء، وهو الهيئة والزينة والثياب.
قالت عائشة : "يرحم الله نساء المهاجرين الأول ... لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) النور، الآية: 31. شققن مروطهن فاختمرن بها"صحيح البخاري...
وجلس إليها بعض النساء يوماً، فذكرن نساء قريش وفضلهن، فقالت: "إن نساء قريش لفضليات، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار وأشد تصديقاً بكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح، معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان"
هذا هو موقف النساء المؤمنات مما شرع الله لهن. موقف المسارعة إلى تنفيذ ما أمر، واجتناب ما نهى، بلا تردد ولا توقف ولا انتظار. أجل لم ينتظرن يوماً أو يومين أو أكثر حتى يشترين أو يخطن أكسية جديدة تلائم غطاء الرؤوس وتسدل على الوجوه حتى تغطى، وتتسع لتضرب على الجيوب؛بل أي كساء وجد، وأي لون تيسر، فهو الملائم والموافق، فإن لم يوجد شققن من ثيابهن ومروطهن، وشددنها على رؤوسهن، غير مباليات بمظهرهن الذي يبدون به كأن على رؤوسهن الغربان، كما وصفت أم المؤمنين.
ويمكننا أن نأخذ درساً آخر مما ذكرته عائشة رضي الله عنها عن رجال الأنصار، هو اهتمامهم بتعليم نسائهم القرآن، وإلزامهن بتطبيق أوامر الله حيث قالت: "فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها".
وإننا نلحظ تقصيراً ظاهراً وإهمالاً مفرطاً في قيام الرجل أو الزوج بتعليم أهله أمور دينهم .. وكأن مسؤوليته انحصرت في الطعام والكسوة .. وكأنه لم يسمع قول الله تعالى: (يأيها الذين ءأمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً).
وقد يعتذر البعض بجهله بأحكام الشرع وفاقد الشي لا يعطيه، فنقول: إن عليك أن تتعلم ما تنقذ به نفسك ومن تعول من نار وقودها الناس والحجارة.. كما أن وسائل تعليم الأهل كثيرة منها الأشرطة الإسلامية، ومنها حثهم وتوجيههم إلى سماع إذاعة القرآن الكريم، ومجالسة الصالحات، إلى آخره من وسائل الخير..
نعم .. ما أكثر تقصير بعض الرجال في حق تعليم نسائهم .. فإن الرجل – بجهله – يظن أن لا فائدة من تعليم المرأة أمور دينها ... وكل ما عليها أن تطيعه فيما أمر وتجتنب ما نهى عنه وزجر .. فإن فعلت ذلك فلتبشر بالجنة .. ونعم المستقر ! مردداً صباح مساء: ألست تريدين الجنة؟ فأنا جنتك ونارك .. أطيعيني تسعدي..
وكم يحرم مثل هذا الرجل امرأته – متعلمة كانت أو جاهلة – من الخير حين يحرمها من مجالس الذكر ومجالسة الصالحات والتدارس معهن بحجة أن زوجها وأولادها أولى بوقتها .. وما عرف المسكين أنها كلما زادت علماً بدينها كلما ازدادت طاعة له، وكلما قل علمها ازدادت تمردا عليه، وأنه بالإمكان – لو وجدت النية والعزيمة والتنسيق – الجمع بين مهمات الأسرة، ومتطلبات الاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح.
إن تعليم المرأة المستمر لأمور دينها مسؤوليتك أيها الرجل أمام الله تعالى، وحق لها عليك سيسألك الله عنه يوم القيامة.
إنك تعلم أنه بتقوى الله، ثم بالتنظيم والترتيب ستكسب زوجتك الخير دون أن يتضرر بيتك بشيء.
ولا تكن ممن لا يمنع ذلك إلا لأنه يخشى أنها بمزيد من العلم الشرعي ستعرف ما لها من الحقوق فتواجهك بتقصيرك!
فهب – أخي – من رقدتك، وانفض عنك غبار التقصير فإن الله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
أعلم أنك ستقول (وللرجال عليهن درجة) .. نعم إن هذه الدرجة هي التي تلزمك بتيسير أسباب التعلم لامرأتك .. فمن فمك
موقف النساء المسلمات الأول مما حرم الله عليهن من تبرج الجاهلية، وما أوجب عليهن من الاحتشام والتستر "موقف عظيم، تتجلى فيه قوة إيمانهن، وسرعة تنفيذهن لما أمرهن الله به".
فقد كانت المرأة في الجاهلية تمر كاشفة صدرها، لا يواريه شئ، وكثيراً ما أظهرت عنقها وذوائب شعرها، وأقراط أذنيها، فحرم الله على المؤمنات تبرج الجاهلية الأولى، وأمرهن أن يتميزن عن نساء الجاهلية، ويخالفن شعارهن ويلزمن الستر والأدب في هيئاتهن وأحوالهن، بأن يضربن بخمرهن على جيوبهن.
وهنا تروي لنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف استقبل نساء المهاجرين والأنصار في المجتمع الإسلامي الأول هذا التشريع الإلهي، الذي يتعلق بتغير شيء مهم في حياة النساء، وهو الهيئة والزينة والثياب.
قالت عائشة : "يرحم الله نساء المهاجرين الأول ... لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) النور، الآية: 31. شققن مروطهن فاختمرن بها"صحيح البخاري...
وجلس إليها بعض النساء يوماً، فذكرن نساء قريش وفضلهن، فقالت: "إن نساء قريش لفضليات، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار وأشد تصديقاً بكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح، معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان"
هذا هو موقف النساء المؤمنات مما شرع الله لهن. موقف المسارعة إلى تنفيذ ما أمر، واجتناب ما نهى، بلا تردد ولا توقف ولا انتظار. أجل لم ينتظرن يوماً أو يومين أو أكثر حتى يشترين أو يخطن أكسية جديدة تلائم غطاء الرؤوس وتسدل على الوجوه حتى تغطى، وتتسع لتضرب على الجيوب؛بل أي كساء وجد، وأي لون تيسر، فهو الملائم والموافق، فإن لم يوجد شققن من ثيابهن ومروطهن، وشددنها على رؤوسهن، غير مباليات بمظهرهن الذي يبدون به كأن على رؤوسهن الغربان، كما وصفت أم المؤمنين.
ويمكننا أن نأخذ درساً آخر مما ذكرته عائشة رضي الله عنها عن رجال الأنصار، هو اهتمامهم بتعليم نسائهم القرآن، وإلزامهن بتطبيق أوامر الله حيث قالت: "فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها".
وإننا نلحظ تقصيراً ظاهراً وإهمالاً مفرطاً في قيام الرجل أو الزوج بتعليم أهله أمور دينهم .. وكأن مسؤوليته انحصرت في الطعام والكسوة .. وكأنه لم يسمع قول الله تعالى: (يأيها الذين ءأمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً).
وقد يعتذر البعض بجهله بأحكام الشرع وفاقد الشي لا يعطيه، فنقول: إن عليك أن تتعلم ما تنقذ به نفسك ومن تعول من نار وقودها الناس والحجارة.. كما أن وسائل تعليم الأهل كثيرة منها الأشرطة الإسلامية، ومنها حثهم وتوجيههم إلى سماع إذاعة القرآن الكريم، ومجالسة الصالحات، إلى آخره من وسائل الخير..
نعم .. ما أكثر تقصير بعض الرجال في حق تعليم نسائهم .. فإن الرجل – بجهله – يظن أن لا فائدة من تعليم المرأة أمور دينها ... وكل ما عليها أن تطيعه فيما أمر وتجتنب ما نهى عنه وزجر .. فإن فعلت ذلك فلتبشر بالجنة .. ونعم المستقر ! مردداً صباح مساء: ألست تريدين الجنة؟ فأنا جنتك ونارك .. أطيعيني تسعدي..
وكم يحرم مثل هذا الرجل امرأته – متعلمة كانت أو جاهلة – من الخير حين يحرمها من مجالس الذكر ومجالسة الصالحات والتدارس معهن بحجة أن زوجها وأولادها أولى بوقتها .. وما عرف المسكين أنها كلما زادت علماً بدينها كلما ازدادت طاعة له، وكلما قل علمها ازدادت تمردا عليه، وأنه بالإمكان – لو وجدت النية والعزيمة والتنسيق – الجمع بين مهمات الأسرة، ومتطلبات الاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح.
إن تعليم المرأة المستمر لأمور دينها مسؤوليتك أيها الرجل أمام الله تعالى، وحق لها عليك سيسألك الله عنه يوم القيامة.
إنك تعلم أنه بتقوى الله، ثم بالتنظيم والترتيب ستكسب زوجتك الخير دون أن يتضرر بيتك بشيء.
ولا تكن ممن لا يمنع ذلك إلا لأنه يخشى أنها بمزيد من العلم الشرعي ستعرف ما لها من الحقوق فتواجهك بتقصيرك!
فهب – أخي – من رقدتك، وانفض عنك غبار التقصير فإن الله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
أعلم أنك ستقول (وللرجال عليهن درجة) .. نعم إن هذه الدرجة هي التي تلزمك بتيسير أسباب التعلم لامرأتك .. فمن فمك